سفير ليتوانيا لـ«بوابة أخبار اليوم»: مصر شريكًا مهمًا لنا في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية

السفير الليتواني أرتوراس جالونس
السفير الليتواني أرتوراس جالونس

- نقدر كثيرًا دور مصر في الشرق الأوسط وإفريقيا والبحر المتوسط لمواجهة الهجرة غير الشرعية
- تضاعف حجم التجارة من 77 مليون يورو إلى143.4 مليون يورو خلال 2022
- نشجع التعاون الثنائي والمشاريع الاستثمارية بين الشركات الليتوانية والمصرية
- مصر أحد أكثر الوجهات المفضلة للسياح الليتوانيين

تجمع مصر وليتوانيا علاقات قديمة وممتدة على مدار أكثر من 30  عامًا،لتشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية وحتى التعاون الأكاديمي حاضر بقوة بين البلدين، ومن هنا كان لـ"بوابة أخبار اليوم" هذا اللقاء مع السفير الليتواني بمصر "أرتوراس جالونس" للتعرف على المزيد من التفاصيل حول تطور العلاقات ومجالات التعاون بين البلدين منذ بدأت في عام 1992 وحتى الآن.. وإلى نص الحوار:

- في البداية.. ما تقييمك للعلاقات بين مصر وليتوانيا الآن؟
العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية ليتوانيا وجمهورية مصر العربية،قائمة منذ واحد وثلاثين عامًا، وتحديدًا في عام 1992، ومصر شريكًا مهمًا للغاية ونعمل معًا في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية.

وتحرص كل من ليتوانيا ومصر على تعزيز العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي على جميع المستويات، ويشمل ذلك المشاورات السياسية الدورية، وعمل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني والعلمي، وتشجيع القطاع الخاص على إقامة المزيد من المشاريع، وزيادة حجم التجارة المتبادلة، وتسهيل الاستثمارات.

- ما آخر تطورات العلاقات بين مصر وليتوانيا على المستوى السياسي؟

عاد الحوار السياسي الثنائي الذي تباطأ خلال فترة وباء كورونا إلى مساره السابق وبشكل أكبر، واجتمع وزيرا الخارجية الليتواني والمصري في يونيو 2022، وعُقدت مشاورات سياسية ثنائية في سبتمبر 2022.

وتقدر ليتوانيا عالياً، دور مصر في الشرق الأوسط وإفريقيا والبحر المتوسط، لاسيما في السيطرة على الهجرة غير الشرعية، وإمدادات الطاقة المستدامة إلى أوروبا وحل أزمة الغذاء، كما نقدر انخراط مصر في الجهود الدولية لمعالجة أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب الروسيةالأوكرانية.

كما ترحب ليتوانيا بأولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي (التي هي جزء منه) ومصر، المتفق عليها في 19 يونيو 2022، وتدعم المزيد من الحوار البناء بينهما.

- وكيف تابعت تنظيم مصر لمؤتمر المناخ «cop27» بشرم الشيخ؟

نشيد بعمل مصر ونجاحها في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 27) في شرم الشيخ في نوفمبر 2022؛ حيث إنه يتماشى مع المصالح الليتوانية والأوروبية وأيضًا المصالح العالمية المتمثلة في استمرار تعزيز المسار نحو عالم أكثر خضرة، وتعزيز وتوسيع اتجاهات ونتائجCOP27 في شرم الشيخ.

لقد تزايد باستمرار مطلب الاستجابة العملية المناسبة لتحديات المناخ خلال السنوات الأخيرة، ومع شن روسيا حربًا على أوكرانيا أصبحت هذه التحديات أكثر خطورة من أي وقت مضى.

- ما حجم التبادل الاقتصادي والاستثماري بين مصر وليتوانيا؟

تضاعف حجم التجارة من 77 مليون يورو في عام 2021، إلى  143،4 مليون يورو في النصف الأول من عام 2022. ونحن نأمل أن يكون هناك نمو أكثر،ونحن نعمل مع شركائنا المصريين لزيادة العلاقات الاقتصادية الثنائية.

لقد أعدنا تأسيس ونعمل على تقوية الروابط التي قطعت خلال عامين بسبب قيود وباء كورونا،لذلك جاء اجتماع غرف تجارة فيلنيوس والإسماعيلية في مارس وسبتمبر 2022. والذيشهد توقيع اتفاقيات تعاون بين الغرفتين المعنيتين وبين شبكات سيدات الأعمال ذات الصلة، كما تم إنشاء العديد من جهات الاتصال التجارية المباشرة خلال هذه الاجتماعات.

أنا فخور وسعيد لأن زملائي الأعزاء السفير ياسر هاشم، نائب مساعد وزير الخارجية، وسفير مصر في ليتوانيا كريم شريف، شاركوا معي في هذه الاجتماعات، وبالتالي أظهروا الدعم السياسي والمشاركة الشخصية في تعزيز العلاقات بين رجال الأعمال في دولنا.

ونعمل حاليًا على تنظيم زيارة وفد أعمال من ليتوانيا لعقد اجتماع بين غرف التجارة الليتوانية والمصرية في أوائل مارس 2023.


- ما حجم الاستثمارات الليتوانية في مصر؟

حجم الاستثمار الأجنبي المباشر منخفض إلى حد كبير،ووفقًا للبيانات الإحصائية الليتوانية لا توجد استثمارات ليتوانية مباشرة لمصر، والاستثمار المصري المباشر في ليتوانيا يصل إلى 420 ألف يورو، لذلك نعمل على تشجيع التعاون الثنائي والمشاريع الاستثمارية بين الشركات الليتوانية والمصرية. حيث تعتبر ليتوانيا موقعاً مثالياً للاستثمار وتطوير الأعمال. ويصنفها البنك الدولي في المرتبة 11 في العالم من حيث سهولة ممارسة الأعمال التجارية.

ونقدم مجموعة القوانين المسماة "الممر الأخضر"، التي تقدم حوافز ضريبية كبيرة وتقلل من إجراءات الاستثمار، مما يجعل من الأسرع والأسهل للشركات الدولية إنشاء وتنمية عمليات واسعة النطاق في ليتوانيا.

- ما أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين مصر وليتوانيا؟

هناك أساس متين في السنوات القادمة لإقامة وتوسيع تعاوننا في مجالات التجارة الثنائية، والتقنيات الحديثة في سلامة الأغذية وتكنولوجيا الأغذية، وتبادل المعلومات، والخبرات في القطاع الزراعي، والمشاريع البحثية.

وعاد التعاون الاقتصادي الثنائي الذي تباطأ خلال فترة الوباء، إلى مساره السابق ويتم تعزيزه بشكل أكبر، لا سيما في مجال الابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقطاع الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي المسال ومصادر الطاقة المتجددة على وجه الخصوص، في سياق تنويع الاتحاد الأوروبي لإمدادات الغاز [المصادر والطرق] والحد من اعتماده على موارد الطاقة الروسية.

وفي أغسطس 2022، أسعدني استقبال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر  د. عمرو طلعت، في فيلنيوس؛ حيث شاركنا تجربتنا في الأمن السيبراني، وإعادة تنظيم ورقمنةالخدمات البريدية، GovTech، وتطوير المدن الذكية، والزراعة الذكية، والطاقة الذكية، وتنفيذ أنظمة خدمات التوقيع وغيرها من القضايا. هذه الزيارة كانت فرصة جيدة لتوسيع تعاوننا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكارات.

ونأمل تنظيم الاجتماع الثالث للجنة المصرية الليتوانية المشتركة بالقاهرة. وحان الوقت الآن للتحضير للاجتماع القادم لأنه سيعطي دفعة لنمو التعاون الاقتصادي. [عُقد الاجتماع الأول عام 1998 بالقاهرة والثاني عام 2019 بفيلنيوس].

الاجتماعات التالية لهذه اللجنة والتطورات اللاحقة يمكن أن تؤتي ثمارها في مجالات التعاون الصناعي وخاصة الصناعة الإلكترونية، والآلات والمعدات الصناعية، والليزر، والآلات الكهربائية، والمنتجات المعدنية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع التركيز على الأمن السيبراني؛ وصناعة الأغذية الزراعية؛ والطاقة المتجددة على وجه الخصوص - الطاقة الشمسية والوقود الحيوي؛ وحماية البيئة؛ حيث تقدم ليتوانيا خبرتها في نظام استرداد العبوات أحادية الاستخدام.

وفي عام 2023 ستنظم ليتوانيا بعض المؤتمرات الدولية التي يمكن أن تكون ذات أهمية للشركات والهيئات المصرية، وندعو الشركات المصرية للمشاركة في مؤتمر "Life Science Baltics 2023" الذي سيعقد في الفترة من 20  إلى 21 سبتمبر 2023.

Life Science Baltics هو أكبر منتدى دولي لصناعة علوم الحياة في دول البلطيق يحضره شركات التكنولوجيا الحيوية والأدوية، والأجهزة الطبية ذات المستوى العالمي من جميع أنحاء العالم، وهذه فرصة فريدة للتعرف على الشركات الرائدة والعلماء في منطقة البلطيق.


- ما آخر  تطورات التعاون الثقافي بين مصر وليتوانيا؟

العلاقات الثقافية راسخة؛ حيث يعرض كل مهرجان سينمائي في مصر فيلمًا ليتوانيًا واحدًا على الأقل. وبالمناسبة تم عرض فيلم للمخرج الليتواني الشهير يوناس ميكاس (Jonas Mekas) في مهرجان الإسماعيلية السينمائي الربيع الماضي.

ونعمل عن كثب مع المؤسسات الثقافية المصرية - مكتبة الإسكندرية، ومعهد الدراسات القبطية ، على سبيل المثال لا الحصر.

- وفيما يخص مجال السياحة هل عادت السياحة الليتوانية لمصر كما كانت في السابق؟

تعد مصر أحد أكثر الوجهات المفضلة للسياح الليتوانيين؛ وفي عام 2021 زار ما يقرب من 82 ألفًا من الليتوانيين مصر لأغراض سياحية  بزيادة 63٪ مقارنة ببيانات عام 2020،وتوجد أرقام مماثلة أيضًا في عام 2022. 

وفي المقابل يزور ليتوانيا عدد قليل من المصريين لأغراض سياحية،وتتمتع ليتوانيا بخبرة سنوات عديدة في مجال المنتجعات الصحية والسياحة العلاجية، ونعمل على دعوة المصريين لتجربة هذه الخدمات في ليتوانيا.

وفيما يتعلق بالنقل الجوي والخدمات اللوجستية بين البلدين، نبحث عن فرص متبادلة للتعاون؛ حيث يتم حاليًا النقل الجوي بين بلدينا من خلال رحلات الطيران الشارترفقط. وتوفر مصر حوالي 20٪ من جميع رحلات الطيران الشارترمن ليتوانيا. ويمكن تعزيز السياحة في كلا الاتجاهين من خلال إنشاء رحلات منتظمة، لذلك فإن الاتفاق على النقل الجوي مطلوب.


- هل هناك تعاون بين البلدين في مجال التعليم؟

بالفعل هناك علاقات أكاديمية راسخة بين جامعاتنا، فعلى سبيل المثال نعمل حاليًا على برنامج الماجستير المشترك في مجال تكنولوجيا المعلومات بين جامعة الإسكندرية وجامعةفيلنيوس للتكنولوجيا.

ونقوم حاليًا بإعداد دراسات اللغة والثقافة العربية لبرنامج المسؤولين الليتوانيين بالاشتراك مع المؤسسات الأكاديمية المصرية.

- وماذا عن التعاون في مجال الطاقة بين البلدين؟

تستورد ليتوانيا 150 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويًا من مصر، ويتم تلبية الطلب على الغاز في ليتوانيا من خلال محطة كلايبيدا للغاز الطبيعي المسال.

وتشير الجداول الرسمية المخطط لها من قبل مشغل محطة الغاز الطبيعيالمسالKlaipedosNafta، إلى أن 3 شحنات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال ستصل إلى المحطة كل شهر، والتي من المقرر أن تكون كافية لجميع العملاء. وبالنسبة للفترة التالية، قدم العملاء طلبات لنقل الغاز فقط من المحطة.

وسعيًا لاستقلال الطاقة الكامل عن الغاز الروسي، ردًا على ابتزاز الطاقة الروسي في أوروبا والحرب في أوكرانيا، تخلت ليتوانيا تمامًا عن الغاز الروسي،فنظام نقل الغاز في ليتوانيا يعمل بدون واردات الغاز الروسي منذ بداية هذا الشهر.